الثلاثاء, 07 مايو 2024

اللغة المحددة: العربية

أقلام إسرائيلية ترسم تفاعلات

مخاوف إسرائيلية من المصالحة الفلسطينية تطفو على صفحات الإعلام العبري

مخاوف إسرائيلية من المصالحة الفلسطينية تطفو على صفحات الإعلام العبري، وتكشف رغبة قادة الكيان في بقاء حالة الانقسام الفلسطيني، في المقابل تصاعدت أصوات إسرائيلية أخرى ترى في المصالحة طوق نجاة للتخلص من مسؤولية أعباء الحصار المفروض على غزة.

قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام" تابع ما تناقله الإعلام العبري حول المصالحة الفلسطينية وتأثيرها على الكيان الصهيوني.

مصالح مشتركة

الكاتبة الإسرائيلية عميرة هاس كتبت في صحيفة "هآرتس" مقالا تحت عنوان "محادثات المصالحة الفلسطينية مصلحة إسرائيلية أيضًا"، وزعمت فيه أن محادثات المصالحة بين حركتي فتح وحماس هي "مصلحة إسرائيلية أيضًا، وليس فلسطينية فقط".

وأردفت: "لدى إسرائيل أسباب كافية لمعارضة المصالحة الفلسطينية الداخلية، لكن الكارثة البيئية والإنسانية في قطاع غزة تعطيها أيضًا سببًا لتأييدها، ويوجد في إسرائيل أولئك الذين يفهمون أن المهمة الأساسية الآن هي منع تدهور إنساني كارثي وبيئي في قطاع غزة إلى ما هو أسوأ مما هي عليه الآن".

 وأكدت أن "إسرائيل" هي المسؤولة في المقام الأول عن حقيقة وصول غزة إلى كارثة، داعية إلى التوقف عن القول إننا نمول الإرهاب أو أن أبو مازن انضم لتنظيم إرهابي كما قال نفتالي بينيت أمس.

وقالت: "إن "إسرائيل" لم تحاول منع أعضاء حكومة رام الله وكبار أعضاء قوات الأمن الفلسطينية من دخول قطاع غزة يوم الثلاثاء مع لوحاتهم الفلسطينية، ويمكن للمرء أن يسخر ويقول: إن إسرائيل قررت عدم التدخل، في خطوة قد تقوض استراتيجيتها التي طال عليها الأمد من عام 1991 من قطع سكان قطاع غزة عن الضفة الغربية".

وزعمت هاس أن "الخلافات العميقة بين الحركتين المتنافستين فتح وحماس، وخاصة فيما يتعلق بالأسلحة والأجهزة الأمنية ستؤدي هذه المهمة، وتؤدي في نهاية المطاف إلى منع التئام التمزق".

وتساءلت: "لماذا يجب أن تظهر إسرائيل منذ البداية لاعبًا شريرًا، لكن نتنياهو أعرب عن معارضته للمصالحة، فقط بعد فتح حاجز إيرز للوفد الكبير من الضفة الغربية، ولم يمارس وزير الحرب أفيغدور ليبرمان صلاحياته، ولم يأمر مديرية الارتباط والتنسيق بأن تفعل ما هو جيد".

خطوط حمراء

من جهتها قالت القناة العاشرة نقلا عن  نتنياهو قوله: "أتوقع من كل من يتحدث عن السلام أن يعترف بإسرائيل كدولة يهودية، ويفكك الذراع العسكري لحركة حماس، وقطع علاقته مع إيران التي تدعو لتدميرنا، ولن نقبل بمصالحة زائفة على حساب وجودنا".

أما وزير التعليم الصهيوني نفتالي بنيت فعلق على اجتماع الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة قائلاً: "إن إسرائيل من المفترض أن تتوقف عن أن تكون صرافاً آلياً للإرهاب، والحديث لا يدور عن مصالحة، إنما عن انضمام أبو مازن لمنظمة إرهابية مجرمة".

 ووضع بينت شروطاً ثلاثة يرى أنها خطوط حمراء يجب تحديدها قبل نقل الأموال، وهي: "إعادة جثث شاؤول و جولدن، اعتراف حماس بإسرائيل، والتوقف عن دفع السلطة أموالاً للأسرى المعتقلين في إسرائيل"، كما قال.

مختص الشؤون العربية والفلسطينية في القناة العاشرة "تسفيكه يحسكيلي" قال: إن المصالحة الفلسطينية من الصعب أن تستمر؛ لأن هناك عقبات تعترضها، ومن هذه العقبات أن حماس تريد أن تلقي على كاهل أبو مازن كل ما يتعلق بالنفقات على القطاع، في حين طلبت وضع قضية السلاح جانباً".

تساؤلات مطروحة

وفي صحيفة هآرتس قال الكاتب عاموس هرئيل: "بالنسبة لإسرائيل فمن المحتمل أن هناك إمكانية لتحقيق الهدوء على حدود غزة لمدة طويلة موثوق بها، ومما لا شك فيه أن حماس لا تزال تتعافى من أضرار الحرب قبل ثلاث سنوات، وترى أن قادتها يدركون أيضا أنه من الصعب الذهاب إلى الحرب مع وجود مصر التي هي في تحالف مصالح مع إسرائيل".

وأضاف هرئيل أنه لا يزال الكثير من التفاصيل عن الاتفاق بين الأطراف غير واضح، مشيرا إلى أن واحدًا من أهم الأسئلة المطروحة متعلق "بأسلحة المقاومة"، ومن الرسائل التي نقلتها قيادة حماس مؤخرا، يبدو أنها لا تنوي جعل عناصرها المسلحة تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، وأن الوحدات الوحيدة التي ستعود إلى سيطرة عباس ستكون نظام الدفاع المدني والشرطة "الزرقاء".

وختم الكاتب عاموس هرئيل مقاله: "إسرائيلياً يُفضل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان وجود خلاف بين السلطة الفلسطينية وحماس، ويبدو أن كليهما يُفضلان المفاوضات الطويلة بين الفلسطينيين بدلا من الاتفاق الذي قد يُلزم إسرائيل باتخاذ خطوات خاصة بها".

حل الملفات العالقة

في السياق نفسه، قال المحلل والمعلق السياسي في القناة الثانية إيهود يعاري: "السؤال الذي يطرح نفسه: من سيدفع رواتب 50 ألف موظف أدخلتهم حماس للحكومة؟ وما يقلق إسرائيل في المصالحة هو هل ستشكّل سيطرة السلطة على غزة إضعافا لحماس، أم ستدفع حماس للتركيز على تقوية الجناح المسلح، وذلك سيكون تطورا سيئا".

صحيفة معاريف نقلت عن وزير المخابرات المصري خالد فوزي قوله: "لا يمكن نزع سلاح حماس حتى تكتمل عملية المصالحة، من المستحيل إجراء نقاش حول نزع سلاح التنظيم الذي يحكم حاليا قطاع غزة إلى أن تجرى الانتخابات، وتُحل جميع الملفات العالقة بما في ذلك التوصل مع إسرائيل لحل المشكلة الفلسطينية".

"مصالح عُليا"

محلل الشؤون الصهيونية في "المركز الفلسطيني للإعلام" أكد تضارب الآراء الإسرائيلية حول المصالحة الفلسطينية بين مؤيد ومعارض، مبيناً أن "إسرائيل" تبحث عن المصالح التي يمكن أن تجنيها من المصالحة، وعلى رأسها نزع سلاح المقاومة، وهو المصلحة العُليا للكيان في هذه المرحلة بالذات، حسب تعبيره.

وقال: إن توقيت هذه المصالحة وتسارع إجراءاتها، إضافة إلى الموافقة السريعة لمصر والسلطة الفلسطينية على إتمامها يشي بمخططات تُحاك في الخفاء تصب في مصلحة "إسرائيل" وحُلفائها، والأيام القادمة كفيلة بإظهار هذه المخططات.

وبحسب المحلل، فإن خوف الكيان من المصالحة سيضعه في خانة المساءلة الدولية، بمسؤوليته المباشرة عن الكارثة الإنسانية الناتجة عن الحصار طيلة 11 عاما، وسيلزَم برفع هذا الحصار وإصلاح ما دمرته حروب الكيان على القطاع، مقابل ضمان الهدوء مع غزة.

وأشار إلى أن المتابع للشأن الفسطيني يلاحظ حجم التنازلات التي قدمتها حركة حماس في سبيل إتمام المصالحة، وتغليبها مصلحة الشعب الفلسطيني على مصالحها الحركية، وقال: إنه من الواضح أن المصالحة بالنسبة لحماس هو مطلب استراتيجي لها؛ لأنها تشكل درعا صلبا لما قد يحدُث في المستقبل من تطورات في المنطقة.

وأوضح أن جميع الأطراف تتجه نحو حلول نهائية للأزمة الفلسطينية، ولن تقف حماس حجر عثرة أمام الاستقرار الفلسطيني على أن لا يتم المساس بالثوابت، وفق تعبيره.

وختم بالقول: "مخاوف الكيان من المصالحة لم تتوقف عند القطاع وما سيكون عليه؛ بل تعدته إلى قلق صهيوني عام من تغير في واقع الضفة الغربية، والتي تعدّ ساحة المواجهة الحقيقية مع المقاومة، ومن الممكن أن يُنعش وضع حماس في الضفة على الرغم من عدم وجود أي بوادر حسن نية حتى الآن".

المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف المركز الفلسطيني ل%2
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.