"داخلية" غزة تتهم الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء استشهاد 3 صيادين الأحد الماضي
اتهمت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، اليوم الخميس، الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء استشهاد ثلاثة صياديين فلسطينيين، الأحد الماضي، في عرض بحر خان يونس (جنوبي قطاع غزة) جراء انفجار إحدى حواماتها في قاربهم.
وأكد الناطق باسم الوزارة اياد البزم خلال مؤتمر صحفي، انه منذ وقوع حادث استشهاد الصيادين الثلاثة في بحر خانيونس صباح الأحد الماضي تابعت قيادة وزارة الداخلية والأمن الوطني الحادثة، وتم تشكيل لجنة من الأجهزة المختصة في وزارة الداخلية، والأجهزة ذات العلاقة في المقاومة الفلسطينية؛ من أجل تقصي الحقائق والوقوف على ظروف استشهاد الصيادين، وقد وضعت لجنة التحقيق كافة الفرضيات المتوقعة للحادث، وبدأت بجمع الأدلة وإفادات الشهود.
وأشار إلى أن فرضيات كانت على ثلاثة احتمالات، الأول: إصابة الصواريخ التجريبية التي أطلقتها المقاومة والتي تزامنت مع وقوع الحادث للقارب، والفرضية الثاني: استهداف مباشر للقارب من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والفرضية، الثالث: انفجار عرضي في القارب لجسم مشبوه داخل البحر من مخلفات الاحتلال.
وقال: "أجرت لجنة التحقيق دراسة فاحصة للفرضيات الثلاث، حيث تمت معاينة منصة إطلاق الصواريخ التجريبية وإحداثيات سقوطها، وكذلك توجيه القوة البحرية لجمع كافة الأدلة من مكان الحدث في عرض البحر، والاستماع لشهادات الصيادين، بالإضافة إلى تقرير الطب الشرعي في معاينة جثامين الشهداء الثلاثة".
وخلُصت اللجنة إلى انه خلال معاينة منصة إطلاق الصواريخ التجريبية، وإحداثيات سقوطها، ومراجعة كاميرات مراصد المقاومة، والتأكد من توقيتات الإطلاق والاستلام بالشكل الدقيق، تبيّن أن موقع انفجار قارب الصيادين الثلاثة يقع خارج نطاق الرماية الصاروخية تماماً.
وقال: "من خلال الاستماع لإفادات الشهود من الصيادين وقوات الشرطة البحرية الفلسطينية ومراجعة كاميرات مراصد المقاومة، تم استبعاد فرضية أن يكون الاحتلال قد قام باستهداف القارب أو قصفه بشكل مباشر في وقت وقوع الحادث".
وأضافت: "تأكّد للجنة بأن الانفجار مرتبط بحدث أمني سابق وقع يوم الإثنين الموافق 22 شباط/فبراير 2021، في عرض بحر خانيونس على مسافة قريبة من موقع انفجار قارب الصيادين، حيث هاجم الاحتلال في حينه قوة بحرية للمقاومة واستخدم خلال الهجوم حوامات تحمل عبوات شديدة الانفجار".
وأوضح البزم انه خلال جمع الأدلة من موقع انفجار القارب في عرض البحر، واستخراج حطام القارب وشباك الصيد للصيادين الثلاثة، تبين انه قبل وقوع الانفجار في القارب بنصف ساعة تقريباً، عثر اثنان من الصيادين على حوّامة "كواد كابتر" إسرائيلية علقت في شباكهم أثناء الصيد على مقربة من موقع حادث الانفجار، وقاموا باستخراجها، وتسليمها للشرطة البحرية.
وأشار إلى انه تم العثور على حطام حوّامة "كواد كابتر" إسرائيلية أخرى عالقة في شباك الصيد الخاصة بالشهداء الثلاثة، تم استخراجها من عمق البحر في موقع انفجار القارب.
وقال: "بعد استخراج الجزء الخلفي المتبقي من قارب الصيد، وبعض الأجزاء الأخرى، تبيّن أن الانفجار جاء من أسفل الجانب الأيمن للقارب".
وأضاف:"عند معاينة الحوّامة السليمة التي استخرجها الصيادون تبيّن أنها تحمل عبوة انفجارية مُثبتة بها، وقد تم التحفظ على الحوّامة. وبمقارنة قطع حطام الحوّامة والقطع المعدنية التي عثر عليها في موقع انفجار القارب، تبيّن أنها متطابقة تماماً".
وأشار إلى أن من تقرير الطب الشرعي لجثامين الشهداء الثلاثة يكشف أنهم استشهدوا نتيجة صدمة انفجارية شديدة لعبوة غير متشظّية، حيث لم يتم العثور على شظايا معدنية في أجسادهم، ما يؤكد أن الانفجار ناتج عن عبوة مماثلة للعبوة التي تحملها الحوّامة.
وحمّلت وزارة الداخلية والأمن الوطني الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حادث استشهاد الصيادين الثلاثة (محمد حجازي اللحام، وزكريا حجازي اللحام، ويحيى مصطفى اللحام)، في عرض بحر خانيونس جنوب قطاع غزة.
وطالبت المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بالوقوف عند مسؤولياتها في ملاحقة الاحتلال في المحاكم الدولية على جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها جريمة استشهاد الصيادين الثلاثة.
وقال الناطق باسم الوزارة : "أطلعنا وفداً من رؤساء المؤسسات الحقوقية في قطاع غزة صباح اليوم، على نتائج التحقيقات التي توصلنا إليها في الحادث، إضافة إلى إطلاعهم على كافة الأدلة التي تؤكد مسئولية الاحتلال عن هذه الجريمة".
ودعا كافة المؤسسات والهيئات الدولية إلى العمل على توفير الحماية للصيادين الفلسطينيين في بحر قطاع غزة، والذين يتعرضون بشكل مستمر لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.
وأكد البزم أن وزارة الداخلية والأمن الوطني ستواصل القيام بواجبها والوقوف عند مسؤولياتها تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني.
المصدر: قدس برس
اكتب تعليقك