الاثنين, 06 مايو 2024

اللغة المحددة: العربية

5 أولويات في الضفة بعد انطلاق قطار المصالحة

بمزيج من الأمل والشك، يتابع أهالي الضفة الغربية، التطورات الحاصلة في ملف المصالحة الفلسطينية

بمزيج من الأمل والشك، يتابع أهالي الضفة الغربية، التطورات الحاصلة في ملف المصالحة الفلسطينية، بعد التجاوب الكبير الذي أبدته حركة "حماس" لطي صفحة الانقسام، وكان ثمرته الترتيبات الجارية لاستلام الحكومة برئاسة رامي الحمد الله، مسؤوليتها كاملة في القطاع.

تجارب المواطن الفلسطيني، خلال السنوات الماضية مع إخفاق محاولات التقارب وعقد لقاءات المصالحة، سواء فيما جرى في مكة، أو القاهرة، أو غيرها من البلدان، كانت سببا رئيسا في تفاوت المشاعر بين الأمل والشك لدى الكثير من أبناء الضفة الذين لا يزال بعضهم يعاني من تداعيات هذه المرحلة.

الحريات والاعتقال السياسي

ملفات عدة ينتظر المواطن الضفاوي الانتهاء من استمرارها وكوابيسها في مقدمتها قضية الاعتقالات السياسية وتقييد الحريات، وصولا إلى إعادة الاعتبار للعمل الخيري والاجتماعي ببث الروح في الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي كانت بمثابة الساند الأكبر للكثير من العائلات الفقيرة.

ولم يخف المواطن أبو خالد، في حديثه لــ"المركز الفلسطيني للإعلام" فرحته وأمله بإنجاز مصالحة "حقيقية" توحد الشعب نحو قضيته الأساسية، مستدركًا: "كيف لنا أن نقتنع بأننا أمام مصالحة حقيقية ونحن كل يوم نجد شبابنا يزجون في سجون الأجهزة الأمنية تارة، أو يستدعون تارة ثانية على خلفية الانتماء السياسي".

وتابع "الضامن الوحيد لاقتناعنا وإيماننا بالمصالحة هو زوال آثار الانقسام، وفي مقدمتها انتهاء الاعتقالات السياسية وتبعاتها بشكل كامل حتى نستطيع أن نعيش بأمان بين أسرنا وأهلنا، وحتى يبقى لنا الأمل حقيقية في وحدة الوطن والتفرغ للاحتلال".

ووفق معطيات رسمية؛ فإن أجهزة السلطة بالضفة مستمرة بالاعتقال السياسي، كان آخر ذلك اعتقالها مساء أمس الطالب في جامعة النجاح موسى دويكات، بعد أسابيع من الملاحقة والتهديد بالتصفية، فيما تواصل اعتقال عشرات آخرين من الطلبة والأسرى المحررين والنشطاء على خلفية الانتماء السياسي أو مقاومة الاحتلال.

الجمعيات الخيرية

أما المواطنة سها المصري من مدينة نابلس، وهي أم لستة أبناء، فآمالها معلقة على المصالحة وإتمامها ليس فقط من أجل وحدة الوطن وانتهاء الانقسام؛ بل من أجل إعادة الروح للجمعيات الإنسانية والخيرية التي كانت تشكل مصدر رزق لها ولعائلتها وخصوصا بعد وفاة زوجها قبل ما يزيد عن 12 عاما.

وقالت المصري لمراسلنا: "منذ عشر سنوات حرمنا من الجمعيات الخيرية التي كانت ترعانا وتحتضن أبناءنا في تفاصيل حياتهم كافة؛ فمنها من رعى الأيتام، وأخرى ساعدت أبناءنا في الجامعات، وغيرها تتفقد الفقراء والمحتاجين وترعاهم".

وأضافت "بالنسبة لنا المصالحة عودة البسمة إلى شفاه الآلاف من العائلات التي حرمت من المساعدات والرعاية والاهتمام والمتابعة بعد أن أغلقت الجمعيات والمؤسسات من السلطة منذ 2007".

وفي أعقاب أحداث يونيو/حزيران 2007، أقدمت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على إغلاق عشرات الجمعيات الخيرية التي كانت تديرها الحركة الإسلامية أو شخصيات محسوبة عليها، وغيرت إدارات بعض تلك الجمعيات التي بقيت مستمرة في العمل، ضمن سياسة تجفيف منابع العمل الخيري؛ بدعوى أنها الراعية للحاضنة الشعبية للحركة.

العمل السياسي والدعوي

ويتساءل الشاب فادي عيران: هل ستنجح المصالحة بإعادة الروح إلى العمل الدعوي والاجتماعي والسياسي في الضفة الغربية؟.

ويأمل أن تشكل التطورات الحاصلة منطلقًا لإعادة الأنشطة السياسية للحركة الإسلامية كما كانت من قبل، وكذلك إعادة الاعتبار للمساجد ودورها في توعية وتربية الأجيال بالضفة.

ملف الموظفين المفصولين

ويخشى أبو بلال، أحد المعلمين الذين طالهم الفصل الوظيفي ، نتيجة ممارسات الأجهزة الأمنية التي تلت الانقسام، بأن تغيب قضيتهم عن ملامح أي اتفاق قادم.

وقال: "سنوات طويلة مكثناها في البيوت في انتظار إنصافنا بعد حرماننا من العمل، وعشنا فترة حالكة السواد، ونحن اليوم لا نطالب إلا بإنصافنا من خلال احتساب سنوات الفصل سنوات خدمة حقيقية، وتعويضنا ماديا وإداريا عن كل يوم ظلمنا فيه وفصلنا من وظائفنا وتركنا بلا مصدر رزق".

وتعرض عشرات الموظفين في الضفة للفصل الوظيفي على خلفية الانتماء السياسي، بعد تفعيل نظام التحري الأمني من الأجهزة الأمنية هناك.

العمل الطلابي

ويتطلع طلبة الجامعات في الضفة، إلى انطلاقة جديدة في العمل بعد تحقيق المصالحة، دون ضغوطات واعتقالات كما كان يحدث بين والحين والآخر.

ويقول الطالب محمد دويكات من جامعة النجاح الوطنية: "الجامعات هي مصنع العمل السياسي والاجتماعي ومصدر للطاقات، وعليه فإن تهميش الجامعات والاستمرار في سياسة تهميش بعض الكتل، ومنع العمل الطلابي ومحاربته، وملاحقة الطلاب على خلفية ذلك، يعني بأن مسمارا سيدق لاحقا في نعش المصالحة".

ويؤكد أهمية حل جميع ملفات المصالحة سواء في غزة أو الضفة والعمل على إزالة جميع أسبابها ونتائجها، وإعادة الاعتبار للعمل الطلابي كي يقتنع الجميع بأننا حقيقة أمام تغير جذري في ملف المصالحة هذه المرة، وعدم إضافة حلقة جديدة من حلقات الإحباط للشباب الفلسطيني.

المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف المركز الفلسطيني ل%D
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.