ماذا قال الأسير القائد حسن سلامة عن استبعاده من قائمة القدس موعدنا؟
أرسل الأسير في سجون الاحتلال القائد حسن سلامة رسالة إلى لجنة الانتخابات المركزية عقب استبعاد اسمه من قائمة "القدس موعدنا" للانتخابات التشريعية المقبلة.
وقال الأسير، في رسالته: "عندما قررت أن أكتب هذه الرسالة وأقدمها كمرافعة أمام محكمتكم لم يكن القرار سهلا على نفسي؛ لأنني أترافع عن نفسي مطالبا بحقي من أبناء شعبي؛ لذلك أجدني ضعيفا -وما كنت كذلك أبدا- ومحاكم الاحتلال تشهد لي وأنا أصرخ بأعلى صوتي متسلحا بعدالة قضيتي مسنودًا بقوة شعبي وإرادتي التي ما لانت. هذا الشعب الذي قال عنه السيد الرئيس أبو عمار شعب الجبارين، وهو كذلك، وسيبقى بإذن الله".
وأضاف: "بعد 26 عاما من الاعتقال والغياب القسري داخل زنازين الاحتلال وحرماني من كل شيء حتى حقي بأن أكون إنسانا يشعر ويتألم يحزن ويفرح أجدني في موقف أصعب من كل ما مضى إن كان ما سيحدث لي هو واقع فعلا وليس كابوسا، أبدا هو كابوس ومستحيل أن يكون أمرا واقعا، كيف ذلك هل أنا أمام محكمة فلسطينية أطالب بحقي أن أكون فلسطينيًّا؟!".
وواصل: "وهل غيابي ووجودي في العزل الانفرادي والظروف الصعبة التي يفرضها عليّ الاحتلال تجعلني شخصا غير معترف به فقط ولأنني لأسباب قاهرة خارجة عن إرادتي لم أستطع تسجيل اسمي في السجل الانتخابي؟ وهل نحن الأسرى نعيش في أوضاع طبيعية ومستقرة بحيث يُطلب منا نحن أن نقوم بتسجيل أسمائنا ونحن الذين نعيش كل ساعة بوضع يختلف عن شعب بأكمله؛ لأننا وفي كل لحظة ننتظر تفتيشا أو نقلا؟!".
وتابع: "أنا لا أعرف من منا الأصل أن يحاكم الآخر؟! أنتم الذين لم ترفعوا أصواتكم أمام المحاكم الدولية تطالبون بحق أسراكم بالمشاركة في الانتخابات وتقوموا بتكليف لجنة خاصة تعمل على تسجيل أسماء الأسرى في سجون الاحتلال بالسجل الانتخابي بالتعاون مع وزارة شؤون الأسرى وكل أسمائنا مسجلة عندها، أم نحن الذين لا حول لنا ولا قوة إلا ظلم الاحتلال والحرمان؟ وكأنه لا يكفينا ذلك بحيث نظلَم من أبناء شعبنا ونحرَم من ممارسة حقنا الذي ناضلنا من أجله فقط؛ لأننا لم نستطع تسجيل أسمائنا في سجل انتخابات دفعنا من أجلها دماءنا وأعمارنا".
وأردف الأسير سلامة: "إذن فليسجل التاريخ أن أسيرا فلسطينيًّا في هذا اليوم قررت محكمة فلسطينية بحقه دون مراعاة ظرفه والموقف بأن يمارس حقه الانتخابي، وبذلك لا حياة له ولا وجود ولا اعتبار لسنوات عمره التي قضاها في زنازين الاحتلال".
وعدّ أن محاكمته "هي محاكمة لكل الأسرى، وهي رسالة تكتبونها اليوم بحق الأسرى لتبقى شاهدة عليكم تقرؤها الأجيال القادمة التي ستأتي، فكيف ستذكركم هذه الأجيال، وهل ستترحم عليكم أم ماذا ؟؟!!".
وشدد على أن الأمر الآن "أكبر من قضية فرد قررت لجنة الانتخابات إسقاط اسمه بطريقة أقل ما يقال أنها لا علاقة لها بالمفهوم الوطني وحتى الأخلاقي. هذه اللجنة التي ارتكبت هذا الجرم الكبير لم تعلم أنها أساءت لنفسها، وتناست أن هؤلاء الأسرى بتضحياتهم وأعمارهم التي قضوها في سجون الاحتلال، ومنهم الشهداء، هم سبب وجودهم الآن على هذه الأرض، فلا تنسوا أنتم ذلك، وحاولوا أن تعيدوا الأمر لموضعه الصحيح، فتاريخ الثورة زاخر ومليء بالبطولات وصفحاته مشرفة، وفيه أيضا صفحات خذلان فلا تزيدوا الثانية، واحرصوا على الأولى، وحكموا ضمائركم، وتجردوا من أي ولاء إلا لفلسطين وحدها بتنوعاتها، وهذا هو سر جمالها".
واختتم الأسير سلامة بالتأكيد أن وجود الأسرى في "قوائم شعبنا في عرسه الانتخابي لهو أكبر دليل على مشروعية نضالنا وعدالة قضيتنا وإجماع أبناء شعبنا علينا كأسرى، وهي أيضا كسر للدعاية الصهيونية التي يصورنا إعلامها على أننا مجموعة قتلة إرهابيين، بل نحن أبطال أشرف وأنبل وأعدل قضية، طلاب حرية وتحرر، أصحاب حضارة قوية راسخة رسوخ الجبال من حقنا المشاركة في الانتخابات التي ستجرى رغم أنف الاحتلال".
واليوم أيدت محكمة قضايا الانتخابات في فرعها بمدينة غزة قرار لجنة الانتخابات المركزية باستبعاد اسم الأسير حسن سلامة من قائمة "القدس موعدنا"؛ بذريعة عدم وجود اسم له في السجل الانتخابي!
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
اكتب تعليقك