السبت, 21 ديسمبر 2024

اللغة المحددة: العربية

أين تقع

على خلاف التصريحات الصهيونية التي تبدو في هيئتها رافضة لتحقيق المصالحة الفلسطينية

على خلاف التصريحات الصهيونية التي تبدو في هيئتها رافضة لتحقيق المصالحة الفلسطينية إلا بشروط عدّدها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وكان أبرزها الاعتراف بـ"إسرائيل"، وتفكيك أذرع المقاومة، وقطع العلاقات مع إيران، تبدو الوقائع على الأرض مغايرة تماماً.

ففي الثاني من أكتوبر الجاري سمحت سلطات الاحتلال الصهيونية لوفد حكومة التوافق الفلسطينية بالدخول لقطاع غزة لأول مرة بهذا الحجم بكامل العتاد والحراسات الشخصية والأمنية، مما يعكس رغبتها بأن يكون للسلطة قدم متقدمة في قطاع غزة.

رفع الفيتو

الكاتب الصهيوني يوني بن مناحيم، قال في تعقيبه على المصالحة، إن "هذا الصمت الإسرائيلي يتزامن مع ما يجري الحديث عنه من رفع الفيتو الأميركي عن المصالحة، وإعطاء الرئيس دونالد ترمب الضوء الأخضر لمصر والسلطة الفلسطينية لاستكمال هذه المصالحة بغرض الخروج بموقف فلسطيني موحد للذهاب لمفاوضات سياسية مع إسرائيل".

هذا ما أجمع عليه المحللان إبراهيم حبيب وأيمن الرفاتي في حديثهما المنفصل لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، اللذان أكّدا أن المصالحة يبدو أنّها باتت قراراً دولياً وإقليمياً وليس محلياً.

ويشير حبيب إلى ضرورة التفرقة بين ما تطرحه "إسرائيل" إعلامياً وبين ما يجري من موافقة ضمنية على أرض الواقع.

في حين يؤكّد الرفاتي، أنّ المصالحة تمثل مصلحة "إسرائيلية" خلال الفترة الحالية في ظل عدم رغبتها في الذهاب لحرب على قطاع غزة، وهو ما يتماهى مع كتبته الصحفية "الإسرائيلية "عميرة هاس" في صحيفة هآرتس اليوم، وقالت: "على الرغم من تصريحات نتنياهو، فإن المصلحة الإسرائيلية أن تنجح محادثات المصالحة بين حماس وفتح".

المصلحة "الإسرائيلية"

"أين تكمن المصلحة الإسرائيلية في المصالحة؟" هذا ما طرحه الكاتب الصهيوني مناحيم، وقال: "إسرائيل أعلنت معارضتها لاتفاقات مصالحة فلسطينية سابقا بصورة حادة، ورفضت أي تعاون وتقاسم للحكم بين حماس والسلطة الفلسطينية"، لكن الوقائع على الأرض الآن تبدو مغايرة تماماً لكل المرات السابقة.

لكن الأسير المحرر والمحلل السياسي محمود مرداوي، رجح بألا يقبل الاحتلال الصهيوني للمصالحة أن تسير بخطى سلسلة، وأضاف: "الاحتلال يعلم أن كثيراً من الشعوب ما تحررت إلا بعد وحدة قرارها ووجود قواسم مشتركة بين المتخاصمين فيها".

فيما نبه الرفاتي، إلى أنّ المصالحة تمنح "إسرائيل" فرصة سياسية لتجهيز نفسها لشن حرب على لبنان إثر تعاظم قوة حزب الله العسكرية، كما تمنحها فرصة أيضاً لتستكمل بناء الجدار الأرضي على حدود غزة، حيث تضمن أن حماس لن تذهب إلى تصعيد في هذه المرحلة على الأقل.

ويشير المحلل حبيب، إلى أنّ المصالحة تعطي مؤشرا لإمكانية "إسرائيل" ممارسة الابتزاز على الفلسطينيين وتحقيق مكاسب جديدة بالضغط على حماس والسلطة لتحقيق إنجاز في ملفي سلاح المقاومة وقضية الجنود الأسرى المحتجزين لديها.

مكامن القلق

ويشير الكاتب الصهيوني، إلى أن "إسرائيل" تقدر بأن حماس قد تصل في محاكاتها لنموذج حزب الله إلى تشكيل حزب سياسي مقرب من الحركة للدخول في الانتخابات البرلمانية، وربما المشاركة بوزراء في الحكومة القادمة.

فيما يؤكد مرداوي، أنّ الاحتلال لا يريد وحدة لأنها تقصر عمره بالضفة وغزة والقدس، وهذا يعرض أمنه للخطر أيضاً، لكنه يشير إلى أنّ الاحتلال لم يتدخل لعرقلة المصالحة بشكل مباشر حتى لا يعزز الدعم الشعبي لها، ولكنه كان ولا زال يترقب أن تنفجر الأمور في أي لحظة في ظل تعقيدات الملفات التي خلّفها الانقسام.

ويقول الكاتب مناحيم، إن "إسرائيل" لديها تقديرات بأن حماس ذاهبة باتجاه تقليد نموذج حزب الله في لبنان ونقله لقطاع غزة، وأن الحركة لا تريد أن تكون مسؤولة عن إدارة شؤون الفلسطينيين الحياتية والمعيشية في غزة، وفي الوقت ذاته تريد الاستمرار في المحافظة على الوضع الأمني الداخلي وعدم تفكيك الأجهزة الأمنية أو جهازها العسكري.

ويعتقد المحلل الرفاتي، أنّ دولة الاحتلال هذه المرة تسمح بالمصالحة على مضض على الرغم من أنها كانت طيلة السنوات الماضية تسعى لعدم وجودها، لأنّ ذلك لا يخدم هدفها بالسيطرة على القدس والضفة وتهويد المسجد الأقصى والقدس.

ويضيف: "كون الفلسطينيين يداً واحدة يفسد عليها هذا الأمر، وما يدفعها للتراجع عن محاولة إفساد المصالحة، حاجتها لتهيئة الوضع لكسب مواقف سياسية".

المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف المركز الفلسطيني ل%D
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.