الخميس, 25 أبريل 2024

اللغة المحددة: العربية

ماتياس شمالي يبرر عدوان الاحتلال.. تصريحاتٌ تثير الغضب والإدانات

تواصلت الردود المنددة بتصريحات مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا بغزة، ماتياس شمالي، حول العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وكان شمالي صرح في مقابلة أجراها مع القناة الإسرائيلية (12) يوم 23/05/2021، بأنه: "لا يشك في مدى دقة القصف الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ويرى حرفية عالية في الطريقة التي قصف بها الجيش غزة على مدار الأيام الـ 11 الماضية"، حسب وصفه.

وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي لم يضرب، مع بعض الاستثناءات، أعياناً مدنية، ولكن ما كان يقلقه هو الوقع الأكثر وحشية لهذه الغارات".

وتجاهل شمالي تماماً من خلال تصريحاته الجرائم التي اُرتكبت ضد المدنيين الفلسطينيين أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بمن في ذلك اللاجئون الفلسطينيون، الذين يشكلون نحو 70% من سكان القطاع.

واستشهد 9 مواطنين منهم 7 أطفال وامرأتان في مخيم الشاطئ، الذي يتلقى خدمات من وكالة الغوث للاجئين (الأونروا)، بعد أن أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية ستة صواريخ دون سابق إنذار على منزل لعائلة علاء أبو حطب المكون من ثلاثة طوابق.

ونجا أبو حطب من الهجوم مع طفله البالغ من العمر خمسة أشهر، في حين قتل جميعُ أفراد أسرته خلال هذا الاستهداف.

وقد أسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال 11 يوماً عن استشهاد 254 مواطنا جلهم من المدنيين، منهم 64 طفلاً و39 سيدة، وإصابة أكثر من 1900 آخرين.

حماس: نصّب نفسه محللا عسكريا

وعبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن صدمتها من تصريحات ماتياس شمالي، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، للقناة الإسرائيلية الثانية عشرة حول العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث "نصّب نفسه محللا عسكريًّا أو ناطقًا باسم جيش الاحتلال".

وقالت الحركة، في بيان لها الثلاثاء: "لقد برر السيد شمالي استهداف المدنيين ومنازلهم، وقلّل من حجم الخسائر، ومدح قدرة جيش الاحتلال ودقته في إصابة أهدافه".

وأضافت: "نذكّر السيد شمالي بأنه مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وظيفته الأساسية هي حماية وتشغيل وغوث اللاجئين، وليس تبرير العدوان عليهم بقتل أطفالهم وهدم منازلهم، كما نذكره أننا في هذه الجولة فقط من العدوان على شعبنا فقدنا أكثر من 250 شهيدا، من بينهم 66 طفلا، و39 امرأة، إضافة إلى حوالي 2000 جريح معظمهم من الأطفال والنساء، كما قصفت (إسرائيل) آلاف البيوت على رؤوس ساكنيها، واستهدفت المئات من المؤسسات الصحية والتعليمية والاجتماعية".

وطالبت حماس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بالاعتذار رسميًّا لشعبنا ولكل ضحايا العدوان عن هذا التحريض المباشر عليهم وعلى منازلهم وممتلكاتهم.

وأكدت ضرورة أن يلتزم كل مسؤولي أونروا بالتفويض الممنوح لهم من الأمم المتحدة في أداء وظيفتهم في حماية وإغاثة وتشغيل اللاجئين، واتخاذ كل ما يلزم لعدم تكرار ذلك.

كما دعت حماس إلى اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات قانونية وإدارية بحق من ارتكب هذا الخطأ الجسيم، مشددة في الوقت نفسه على اعتزازها بدور أونروا التاريخي في خدمة شعبنا الفلسطيني، و"حريصون على استمرار العلاقات الطيبة مع المؤسسة في خدمة شعبنا وتثبيت حقوقه التاريخية".

تساوق مع الاحتلال

من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن التصريحات التي أدلى بها مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ماتياس شمالي، للقناة 12 الإسرائيلية تصريحات تتساوق مع الاحتلال وتتضمن مغالطات مقصودة تهدف لتبرير الإرهاب الذي استهدف المدنيين الأبرياء والأبراج السكنية والمنشآت المدنية والتجارية والصناعية. 

وأضافت في بيان وصل "المركز الفلسطيني للإعلام" إن شمالي يتعامى عن الحقائق بشكل مقصود لخدمة الدعاية الإسرائيلية التي تبيح سفك الدماء البريئة، وما صرح به للقناة 12 العبرية، يتنافى تماماً مع وظيفته كمدير لعمليات وكالة الأونروا، وليس تبرير الإرهاب عبر الثناء المنافق على قدرات جيش الاحتلال الذي أباد عائلات بكاملها وقام بمحوها من السجل المدني. 

وتابعت: "أمام هذه التصريحات وما كشفته من دور خطير لمدير عمليات الاونروا ماتياس شمالي، وتجاوزه لمهام عمله فإننا نطالب بعزله من مهامه، كما نطالب إدارة عمليات الأونروا بالاعتذار عن هذه التصريحات والزام كافة المسؤولين في الوكالة بمهام عمليهم في حماية اللاجئين الفلسطينيين".


إدانة حقوقية

كما أدانت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ومجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية التصريحات الإعلامية الأخيرة التي أدلى بها ماتياس شمالي، فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وقالت المؤسستان الحقوقيتان: يبدو أن هناك حادثة أخرى يجب ألا يغفل عنها السيد شمالي، وهي المجزرة التي وقعت في شارع الوحدة يوم 16/05/2021، عندما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنًى سكنيًّا، ما أسفر عن مقتل 43 مدنيًّا من الأبرياء، بعضهم يشكلون عائلات بأكملها.

وأضافت: تُعطي الحادثتان دليلاً كافياً لمدى استخفاف (إسرائيل) بأرواح المدنيين الفلسطينيين الأبرياء وافتقارها إلى الدقة والحرَفية في عملياتها العسكرية. وأكملت: وفقاً لمتابعتنا، والتي تتوافق مع ملاحظات منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية والدولية، استهدفت قوات الاحتلال منهجيًّا المدنيين والمناطق المدنية بالإضافة للبنايات والبني التحتية، ضاربة عرض الحائط بالقواعد الأساسية للقانون الإنساني الدولي، بالأخص مبدأ التمييز والتناسب.

وأكدت أن هذه الهجمات الإسرائيلية كان هدفها معاقبة السكان المدنيين في قطاع غزة وترهيبهم، كما فعلت على مدى 14 عاماً عندما فرضت خلالها حصارًا غير قانوني وغير إنساني، وشنت ثلاث حروب دامية ومدمرة على هذا القطاع.

وشددت المؤسستان بالقول: من المؤسف أن يدلي السيد شمالي، الذي يرأس واحدة من أهم المنظمات الدولية المسؤولة عن حماية والدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، تصريحات يمجد فيها تمجيدًا غير مسبوق بدقة قوات الجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي تستمر (إسرائيل) فيه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، وعوضاً عن المطالبة بمعالجة الأسباب الجذرية لهذا الصراع، يتبين أن السيد شمالي يدافع عن تصرفات الجيش الإسرائيلي.!

وعدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ومجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية التصريحات التي أدلى بها شمالي بأنها تصريحات مضللة وخطيرة، وتوفر غطاء وشرعية للانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية، وطالبت أونروا بتقديم تفسير فوري لموقفها من تصريحات السيد شمالي، والاعتذار العلني للفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي.

رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده قال: إنه "المفترض أن تمثل تصريحات شمالي اللاجئين الفلسطينيين؛ بأن تنقل صدمتهم ومخاوفهم وتجريدهم المستمر من حقوقهم".

وأضاف في تغريدة له على "تويتر": "لقد فشلتَ تمامًا برفضك تسمية جرائم الحرب الإسرائيلية الصريحة ضد أولئك الذين يجب أن تمثلهم، وقد حان الوقت لتذهب".

في حين أكد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن تصريحات شمالي "جزء من العدوان، ولا يصلح للعب دور أخر".

وقال: "لو كان هناك وفاء لدماء ضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، فالمدعو ماتياس شمالي لا يجب أن يمكث في موقعه دقيقة واحدة، أو يحلم بدخول غزة، وكل من يلتقي أو يتماهى معه شريك بوصف العدوان أنه دقيق ولم يستهدف المدنيين".

 

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

  • Gravatar - Post by
    منشور من طرف IBRASPAL
  • نشر في
اكتب تعليقك

Copyright © 2024 IBRASPAL - Instituto Brasil Palestina. All Rights Reserved.